موقع شباب وان موقع شبابي يهتم بالشباب منبثق من المبادرة الشبابية عزتنا في مصريتنا
بقلم إيناس أبو خضرة
فى مجمل تعريف العلم أنه المعرفة الشمولية والتفكير المجرد والتعامل مع قضية معينة على أنها الرأى بالإجماع دون الرجوع للفروق الفردية فى وصف تلك المعرفة .فالعلم بالكليات أى بالموضوع ككل حيث تعمم الأحكام على الظواهر المتشابهة.
بينما بعرف الفن فى مجمله أنه تعبير عن خوالج النفس وتأثرها بما يحيط بها من مظاهر اجتماعية وإنسانية وإنعكاس لمظاهر الطبيعة فى صورة فنية،كما أنه قد يكون مرادفا الصنعة والحرفية والمهارة.
قديما كان هناك فصل كبير بين العلم والفن ،مع استبعاد فكرة أن يكون هناك صلة بينهما ، لكن قد يحدث هذا إذا استطعنا الفصل بين الروح والجسد، فالفن يمثل الروح وإرتقائها، بينما العلم يمثل الجسد والواقع الملموس ،فلا يمكننا أيضا المفاضلة فيما بينهما لصالح أحد الطرفين ،بل الفن والعلم كلاهما مكمل للآخر كفكرة الروح والجسد ،صحيح أن الجسد كما سبق ان ذكرت واقع ملموس وكذلك نتائج العلم المبهرة والتطور التقنى والتكنولوجي،بينما الروح هى ما يجعل لهذا الجسد صفة الحياه وهى الممثلة فى الفن فهو يضفى على العلم صفة الحياه والإرتقاء والتطور بلا مستحيل أو حدود سقف لهذا التطور والإرتقاء ،بل إن الفن يسبق العلم بعشرات السنين،وكم من فكرة كانت خيالا فى رأس صاحبها اتهمه المحيطون أنها درب من الجنون والتخبط ولم يستوعبها الناس ثم رأيناها بعد التجارب والمحاولات أصبحت واقعا مبهرا حققها العلم بعد عدد من السنين وأصبح هذا المتهم بالجنون فى نظر من حوله عبقريا يسبق الزمن بأفكاره ،بل اصبحنا فى هذا الزمن شديد التطور سريع الخطى لا نعرف إذا كانت بعض الأفكار المطلة علينا من أفلام الخيال العلمى فكر فنان أم واقع علمى فقد التحم العلم بالفن وتزاوجا بحيث لم تعد تلك الفواصل القديمة التى تميز الجسد عن الروح موجودة بل أصبح لدينا شغف للفن الذى أثبت وجوده وتفوق على العلم فى إيجاد حلول مستقبلية لكثير من قضايانا ولم توقفه جدران معمل أو تجارب قابلة للتنفيذ من عدمه،فانطلق بنا أيها الفن إلى أقصى أمنياتك وليتبعك العلم مثبتا صدق ارتقائك ولا تتوقف عند حد فالمجتمع الراقى المتقدم علميا يعتبر الفنون من أولويات هذا الإرتقاء.
إيناس أبو خضرة،
فنانة تشكيلية،
اللجنة الفنية لمبادرة عزتنا فى مصريتنا.