موقع شباب وان موقع شبابي منبثق من المبادرة الشبابية عزتنا في مصريتنا يقدم خدمة اخبارية شاملة في جميع المجالات والمجتمع المدني

ريفك يا مصر

0 182

بقلم.. ايناس أبوخضرة
أعشق الأفلام القديمة التى يظهر بها الريف المصرى بمشاهده المؤثرة الممتلئة بالخيرات، رغم أنها ذات لونين فقط الأبيض والاسود، إلا أنى أستنشق منها عبق التاريخ وأغوص فى أعماق نفسى لأرى تلك المشاهد ملونة بألوان الطبيعة الخلابة حيث نشأتى الريفية والتى دائما أفخر بها، فقد كنت أرى الألوان الربانية المنتشرة فى كل مكان تتناغم وتتجانس وتعزف لحنا جميلا يرضى خاطرى وينثر ألوان السعادة والبهجة داخل نفسى.

بدءا من حديقة بيتنا وشجرة المشمش ذات الازهار الصفراء اللون الجميلة والتى تلقى بها فوق راسى كل صباح فى فصل الربيع، وهى تتعانق فى شموخ مع تكعيبة العنب عند مدخل بيتنا، مرورا بطريق طفولتى وأنا ذاهبة لمدرستى حينما كانت الخضرة تنتشر على جانبى الطريق الذى تمر به السيارات،وأشاهد البيوت الريفية والفلاحين وهم ذاهبين مع حيواناتهم إلى الحقول حاملين فؤسهم فوق أكتافهم بكل عزة، أو فى أراضيهم يزرعون ويروون الأرض ويحصدون فى مشهد يدعو إلى الجد والإجتهاد وتقديس معنى العمل ، فكم كنت أشتاق أن ألتحق بالمدرسة الإعدادية فى بلدتى الجميلة فقط لأن بها شجرة ضخمة بها أوراق كثيفة وأزهار وردية جميلة اللون (فكر طفولة برىء).

تلك المدرسة التى أمر أمامها وأنا فى طريق عودتى من مدرستى الإبتدائية الجديدة المبنية على طراز المدارس الحديثة والتى لم أكن أكن لها أى نوع من العاطفة، فهى جامدة أعمدتها عريضة شبابيكها ضيقة فكنت أحن لمدرستى القديمة ذات الجدران الطينية والشبابيك الواسعة المطلة على الأشجار،لا انكر فضل المدنية والتطور الذى أحدثته إلا أن التكامل لا يحدث إلا بالحفاظ على الطبيعة وجمالها وخيرها بالإضافة إلى تلك المدنية،أشفق على الأجيال الحديثة من الزحام والإرتفاعات والضوضاء ،التى ماتثير ضجة فى النفس وتشويش فى التفكير.

أذكر حينما كان يأتى اصدقاء أبى من القاهرة بأسرهم ليقضوا معنا إجازة نصف السنة ويريحوا أعصابهم من ضجيج المدينة ،كل تلك الذكريات الشيقة والتى أثرت بشكل مباشر على بناء شخصيتى وشعورى بالراحة وحب الحياة والإبداع وبالتأكيد على شخصية كل من كانت له نفس النشأة تنتابنى بمجرد أن أرى مشهدا فى فيلم قديم ثم أعود منها إلى واقعنا المخيف والذى هجمت فيه الناس هجمة شرسة على الأراضى الزراعية والذى تنبهت له الدولة فسنت القوانين لوقف هذا الهجوم وإنقاذ ما تبقى من ريفك يا مصر.

إيناس أبو خضرة
اللجنة الفنية
لمبادرة عزتنا فى مصريتنا

Leave A Reply

Your email address will not be published.